مشاعر الناس الحولك بتعاديك أعمل حسابك!

البتفكر في جسم الإنسان بيعرف عظمة الله سبحانه و تعالى. جسم البني آدم ده عبارة عن مجموعة مكونات معقدة و مداخلة و دقيقة بصورة مذلهة. المكونات دي بالعربي بسموها أجهزة، مثلا الجهاز الهضمي، الجهاز التنفسي، و الجهاز الدوري و غيرها.
 
 
كل جهاز -أو نظام زي ما بسموهو الخواجات- عندو وظائف معينة بيعملها، مثلا الجهاز الهضمي بفرتك الأكل لي مكوناتو الأساسية و يدخلها للدم عشان الجسم يستفيد منها، و بعداك بيتخلص من الحاجات الفضلت. الجهاز التنفسي شغلتو يستخلص الأكسجين من الهوا و يضيفو للدم، و برضو بتخلص من هوا العادم – ثاني أوكسيد الكربون- اللي بجي راجع مع الدم.
القلب – اللي هو جزو من الجهاز الدوري- شغلتو يضخ الدم اللي قبل شوية عرفنا إنو بشيل المكونات الجات من الأكل و بشيل الأكسجين و يمشي يوزعهم على الخلايا بتاعت الجسم خلية خلية، و بعد ما يوزع الحاجات دي، بقوم يلقط من الخلايا – برضو خلية خلية- يلقط منها الفضلات بتاعتها و يوديها لي مكان معين عشان الجسم يتخلص منها.
 
 

تنظيم متناهي الدقة

الأنظم المداخلة دي عندها قائد اوركسترا بارع جداً بنظم ليها شغلتها و ينسق بيناتها، اللي هو الجهاز العصبي. مثال للحاجة دي الآليه الإتكلمتا عنها المرة الفاتت الي سميتها “أضرب ولّا أهرب” البتحصل مثلاً لمن زول يجي ماشي مبسوط فيقوم يدخل ليهو في زقاق فاذا به يلقى في وشو كلب سعران. في اللحظة دي في كسر من الثانية الجهاز العصبي بكون حدد إنو الموضوع ده خطير جداً جداً و محتاج تصرف سريع، مبدئيا كده يا الزول يدي الكلب شلوت – و دي ما واردة- يا إما يفتح. المهم الحالتين ديل بحتاجو طاقة سريعة. فبقوم الجهاز العصبي برسل إشارات سريعة لي باقي الأنظمة عشان تساهم في الموضوع ده. مثلاً، بيطلب من القلب يزيد ضخ الدم عشان الحاجات الشايلها دي تصل بسرعة للعضلات عشان تقدر تجري زي الناس. واحدة من الحاجات الغريبة في الموضوع ده إنو بتترسل رسالة للجهاز الهضمي إنو يخفف شغلو شوية عشان شغلو ده بيستهلك طاقة و الطاقة في اللحظة دي محتاجاها الكرعين، ما البطن. الفكرة إنو الجهاز العصبي بتحكم في كل إجزاء الجسم بالرسايل البرسلها ليها دي.
 

رسائل راجعة

طيب، زي ما في رسايل طالعة من الجهاز العصبي، برضو في رسايل بتجيه من اجزاء الجسم المختلفة عشان على ضوئها يتصرف. لو رجعنا لي مثال الكلب القبل شوية، الرسالة البتجي ممكن تكون صورة بتاعت حاجة كده عندها اربعة كرعين و ضنب و أنياب، و يمكن تجي رسالة تانية بتاعت هوهوة، فبقوم الدماغ بحللها و يفسرها و يكتشف إنو الشي ده كلب، فبقوم يتصرف بالطريقة الشفناها قبل شوية.
مثال تاني، لمن الزول يكون بياكل، بتجي إشارة – نفرض إنها من المعدة- للدماغ بتوريهو إنو خلاص اتمليت، فبقوم الدماغ بفسر الإشارة دي بإنو يجي للزول إحساس بالشبع. بالمناسبة، الأكل لمن يكون فيهو سكريات أو نشويات كتيرة، الإشارة دي بتتعطل في السكة فالزول ما بحس بنفسو شبع بالساهل، فالناس تعمل حسابها.
 
 

المشاعر منتقلة

طيب، خلو موضوع الرسايل ده في بالكم و خلونا نمشي لينا بيت عزاء و نجي راجعين. في بيت العزاء لمن الزول يكون بعزي في أصحاب الفقد، مستحيل تلقاهو مبتسم أو بيضحك – بيني و بينكم ما مستحيل شديد، مرات في ناس بعملوها- ليه ما بيتسم، عشان الناس القدامو ديل بشعرو بالحزن بسبب فقدهم، و كمان كل الناس البجو يعزو بكون ظاهر عليهم الحزن. فالفكرة إنو الزول بصورة لا شعورية بيحاكي أو بقلد الناس الحولو سواء في تعابير الوجه، أو في وضعية الجسم. مثلاً في بيت العزاء، الناس غالباً بكون ظاهر عليها مظاهر الحزن زي انو الراس بكون منخفض أو منحني لي تحت شوية، و الناس بتتكلم بي صوت منخض و هكذا. يعني تصرفات الناس الحول الزول و تعابيرهم و يمكن حتى الطريقة البمشو بيها ممكن تتنقل من زول للتاني حسب الموقف الهم فيهو.
 
 

أثر عكسي

الدوام لله. طيب نرجع لي موضوع الرسائل الراجعة للدماغ. الرسائل دي بتأثر بصورة كبيرة في مشاعر الزول. مثلاً، الزول المتضايق من حاجة، لو ابتسم ممكن الإبتسامة دي تقلل من شعورو بالضيق بصورة كبيرة. الحاجة دي بسبب إنو في رسائل حترجع من الوجه للدماغ بتوريه تعابير الوجه الحالية اللي هي تعابير مرتبطة بالشعور بالفرح أو الراحة، الحاجة دي بتخلي الدماغ يقلل الإحساس بالضغط الحاصل للزول. من الحاجات البتعتمد على موضوع الرسائل الراجعة ده، حاجة كنتا بسمع بيها لكن ما كنتا عارف لي ياتو مدى إنها مفيدة أو علمية إلا بعد اطلعتا على الموضوع ده، اللي هي بقولو إنو الزول لو كان مقبل على حاجة متنشة بيهو، مثلاً، حيقدم بريزنتيشن أو داخل معاينة، يقوم يعمل حاجات مرتبطة بمشاعر زي الراحة أو الشعور الإطمئنان، زي إنو يتنفس بي صورة عميقة، أو بدل ما يكون متقوقع و متكرفس و لابد في الكرسي الفي صالة الإنتظار، يقعد بي صورة منفتحة و يكون رافع راسو و مبتسم، الحاجات دي كلها بترسل رسائل للدماغ اللي بدورو بخلي الشعور بالقلق و الكبكبة يروح أو على الأقل يخف.
 

 

عدوى المشاعر

طيب، لمن يتربطو الموضوعين ديل مع بعض، موضوع إنو الرسائل الراجعة عن وضع الجسم و تعابيرو بتأثر في الحاجات البشعر بيها الزول من فرح أو حزن أو راحة أو ضيق، و موضوع إنو الزول – لا شعورياً- بميل لي إنو يقلد تعابير و حركات الناس الحولو، الحاجة دي بتقود لي موضوع حساس جداً، إسمو “عدوى المشاعر” Emotional Contagion. اللي هي باختصار إنو الزول لو الحولينو مبسوطين بنبسط معاهم، لو زهجانين بزهج معاهم، لو متوترين بيتوتر معاهم، لو مستائين بيستاء معاهم، و لو خايفين بخاف معاهم، و هكذا. و الجزو الأهم في الموضوع إنو العدوى دي ما بالضرورة تجي من كل الناس، يعني عادي ممكن يكون في زول واحد في المجموعة قافلة معاهو، يقوم يعادي الباقين كلهم.
 
 
 
الخلاصة الزول يكون حريص و يعرف منو من الناس ممكن ينقل ليهو عدوي الراحة و السعادة و الإيجابية، و منو ممكن ينقل ليهو الزهج و الإستياء و يخليهو يكره يومو و حلتو و بلدو و يكرهو أي حاجة.
 
 
 
 
 
إقرأ أيضا
 
 
 

4 أفكار عن “مشاعر الناس الحولك بتعاديك أعمل حسابك!”

التعليقات مغلقة.