أحسن

معارف، عادات و مهارات لحياة أحسن

الذكاء العاطفي مواضيع مميزة

انواع المشاعر السلبية: كيف تتعامل معها و تجعل حياتك أفضل

انواع المشاعر السلبية التي تمر على الإنسان كثيرة. في هذا المقال نتعرف على بعضها و على كيفية التعامل معها بالشكل الأمثل.

قبل فترة كنت استمع إلى سلسة محاضرات صوتية قيمة و مفيدة جداً لخبير تطوير الذات توني روبنز تدعى (Lessons in Mastery). و مؤخراً عرفت أن ما كان يتحدث عنه توني روبنس في إحدى الحلقات لم يكون سوى تطبيقاً عملياً لموضوع الذكاء العاطفي (أو الذكاء الوجداني كما يحلو للبعض تسميته) الذي كنت قد تحدثت عنه في موضوع سابق.

لعل البعض يتسائل، ما هو الذكاء العاطفي بأي حال؟ حسناً، الذكاء العاطفي حسب دانيال جولمان و هو مؤلف واحد من أفضل كتب الذكاء العاطفي هو “القدرة على أن نتعرف على مشاعرنا الشخصية و على مشاعر الآخرين، وذلك لكي نستطيع تحفيز أنفسنا، وإدارة عاطفتنا بشكـل أفضل في علاقتنا مع الآخرين.”

هل يجب التخلص من المشاعر السلبية؟

في تلك الحلقة تحدث روبنز تحديداً عن أنواع المشاعر السلبية المختلفة التي تمر على الإنسان. و كيف أنه يمكن -بل ويجب- الاستفادة منها لتحسين حياة الشخص. و إليكم خلاصة ما قاله و الخطوات العملية للاستفادة من تلك المشاعر التي عادة ما تسبب ضيقاً وعدم راحة للكثيرين منا.

فائدة المشاعر السلبية

يقول روبنز أن المشاعر السلبية لم تأتي إلا لتبعث للشخص رسالة معينة أسماها نداء للعمل (Call for Action) إذ أن أي شعور سالب يشعر به الشخص ما هو إلا إشارة له من ذاته أن هناك شيئاً ما يجب أن يتغيّر – و في هذا يمكن أن نعتبرها مثل الحمى، فهي عرض أو إشارة من الجسم إلى أن هناك خطباً ما ولا بد أن يتم التدخل لعلاج ذلك الخطب.

للاستفادة من المشاعر السلبية وضع روبنز الخطوات التالية:

  • أولاً: على الشخص أن يميز بشكل دقيق بين أنواع المشاعر السلبية التي يمر به أو يشعر بها.
  • ثانياً: يجب أن يكون حريصاً و مهتماً بمعرفة الرسالة التي ترسلها له تلك المشاعر السلبية.
  • ثالثاً: عليه أن يكون ممتناً لتلك المشاعر السالبة و الرسائل التي تأتي منها ولذلك للفائدة التي يحصل عليها منها. و أن يتذكر دائماً أنها –أي المشاعر السالبة هي هنا لخدمتك (كما قال روبنز).
  • رابعاً: على الشخص أن يقرر ماذا سيفعل، إما أن يغيِّر نظرته و طريقة تفكيره حيال تلك الرسائل المرسلة، أو أن يحدد ماذا سيفعل حيالها.
خطوات الاستفادة من انواع المشاعر السليبة المختلفة

في الفقرات التالية سأقوم بشرح الخطوات السابقة مع إعطاء عدد من الأمثلة حتى يتضح لنا الأمر بشكل أفضل.

انواع المشاعر السلبية 

كما مر علينا، أولى الخطوات قبل التحرر من المشاعر السلبية هي التعرف عليها والتمييز بينها. من المفيد في هذا الصدد أن يتم تصنيف المشاعر. لذا قام روبنز بوضع القائمة أدناه حتى يسهل الأمر علينا.

1- الخوف Fear

كثيراً ما نسمع عبارة: كيف أتخلص من الخوف؟ قبل التخلص منه، دعونا نعرف بالتحديد ما المقصود بذلك الشعور. الخوف هو احساس ينشأ عندما يعتقد الشخص أن شيئاً -أو شخصاً- ما يمثل خطراً، و غالباً ما سيسبب ذلك ألماً أو تهديداً بشكلٍ ما.

الرسالة التي يريد الخوف أن يوصلها هي أن عليك أن تستعد لمجابهة ذلك الشيء أو الشخص الذي حصل الخوف بسببه.

التصرف: استعد للقيام بما أنت بصدده أو مواجهة. أما اذا كان الأمر ليس في حدود سيطرتك، فعليك أن تغيِّر نظرتك للأمر، أي لا تخف.

أمثلة: الخوف من إمتحان، أو من معاينة، أو من مقابلة شخص ما إلخ.

2- الغضب Anger

تعريف الغضب هو شعور قوي بالانزعاج، الإستياء أو العداء.

الرسالة المرسلة هي أن هناك قاعدة هامة في حياتك قد إنتُهكت بواسطة شخصٍ ما، أو قد أنت من انتهكتها بنفسك.

التصرف: من أجل السيطرة على الغضب، عليك في البدء أن تحدد و تعرف أسباب ذلك الغضب الذي يعتريك. بمعنى، ما هي القواعد التي انتهكت و تم تجاوزها، و من ثم عليك أن تعلن عن تلك قواعدك للآخرين بشكل واضح، فربما لم يكونوا يعرفونها، أو في بعض الأحيان، قد تحتاج لتعديل بعض تلك القواعد لأنها ربما لا تتوافق مع قواعد الآخرين.

مثال: ابنك بعثر محتويات حقيبتك

3- الشعور بالذنب Guilt

وهو الشعور الذي يشعر به الشخص عندما يدرك- أو يعتقد- أنه تجاوز معاييره السلوكية الشخصية أو انتهك معياراً أخلاقياً أو دينياً و هو يتحمل مسؤولية ذلك الانتهاك.

الرسالة في هذه الحالة واضحة و هي أنك انتهكت واحد من مبادئك.

التصرف: أصلح الأمر، و إن لم يكن إصلاح ما مضى ممكناً، فركز على إصلاح سلوك في الحاضر و المستقبل.

و من المهم أيضاً أن تعرف ما اذا كنت تشعر بالذنب بالرغم من أنه لا يجب عليك ذلك -و هذا يحصل عن الكثيرين-، في هذه الحالة غيِّر نظرتك و دع ذلك الشعور يذهب عنك. ربما الذنب ليس ذنبك و المسؤولية ليست مسؤوليتك.

مثال: زوجان انفصلا و الزوج يشعر بالذنب.

4- الشعور بالوحدة Loneliness

شعور الوحدة ينشأ نتيجة لعزلة الشخص أو قلة تواصله و علاقاته مع الآخرين.

الرسالة كذلك واضحة وهي أنك محتاج للتواصل مع الآخرين.

التصرف:قبل أن تسأل كيف اتغلب على الوحده، عليك أولاً أن تحدد نوع التواصل الذي تحتاجه: هل تحتاج صديق، شخص تضحك و تمرح معه، أم شخص يستمع لك إلخ.

و ربما تحتاج أن تغيِّر طريقتك في التعامل مع الآخرين أو أن تغيِّر نظرتك لهم و حكمك عليهم حتى تتمكن من التواصل معهم بشكل أفضل. فربما كانت توقعاتك منهم عالية، و ربما توقعاتك من نفسك عالية أكثر من اللازم. فالشاهد، عليك إعادة تقييم توقعاتك و نظرتك.

5- خيبة الأمل Disappointment

خيبة الأمل هي شعور بالحزن أو عدم السعادة بسبب عدم تلبية آمال و توقعات الشخص. فعلى سبيل المثال، خيبة الأمل في الزواج تعنى أن الشخص كانت لديه توقعات و آمال محددة في الزواج، لكن لم تحصل تلك التوقعات و الآمال فعلاً عندما تزوج.

الرسالة المهمة من خيبة الأمل هي أنك تحتاج أن تعرف أن توقعاتك أو النتائج التي ترجوها –ببساطة- لن تحدث.

التصرف قد يجب عليك أن تعيد ضبط توقعاتك، ربما المدى الزمني الذي ضربته لتحقيق الهدف كان قصيراً. ربما لم تقم بتوفير الموارد الكافية للأمر حتى ينجح إلخ.

مثال: لم أحصل على الترقية في العمل في هذا العام

6- الضيق Uncomfortable

شعور بالانزعاج أو الإحراج من أمرٍ ما.

وفيهأشارة لأنه يجب عليك أن تغيِّر الوضع الذى أنت فيه.

والتصرف يكون أن تقوم فورا بتحديد ما تريد و مباشرة قم بعمل خطوةٍ ما تجاه الأمر الذي تريده.

7- الإحباط Frustration

وهو شعور بالانزعاج بسبب عدم المقدرة على تغيير أو تحقيق شيئٍ ما.

الرسالة التي يرسلها هذا الشعور هي أنك تفعل نفس الشيئ مراراً و تتوقع نتيجةً مختلفة.

التصرف: عليك أن تغيِّر طريقتك لتحقيق أهدافك.

مثال: انا محبط من عدم تمكني من تحسين أدائي في مهنتي

8- الجرح Hurt

وهو شعور بمعاناة نفسية أو عاطفية.

الرسالة من هذا الشعور هي أن لديك توقعاً ما لم يحدث، أو أنك تفتقد شخصاً أو شيئاً ما.

التصرف قد يكون أن تقيّم ما إذا كان ذلك الأمر يعتبر فقداً فعلاً.

او قد تحتاج أن تغيّر نظرتك للأمر -فقد لا يكون ذلك الشخص يقصد فعلاً جرحك- أو قد تحتاج أن تغيّر طريقة تواصلك مع الآخرين و أن تعبِّر عما تشعر به و استفسر عن ذلك الأمر الذي سبب لك ذلك الألم.

مثال: كلمة أو موقف من شخص عزيز عليك أثر فيك.

9- عدم الكفاية Inadequacy

وهو أن يشعر الشخص بأنه ليس جيداً كفاية لفعل أمرٍ أو أن يحدث الشخص نفسه قائلاً ” أنا لا أستطيع “.

الرسالة التي يرسلها هذا الشعور ببساطة هي أنك تحتاج لأن تفعل شيئاً ما لتصبح أفضل.

التصرف: قم بفعل شيء في ذلك الإتجاه و أصبح أفضل فعلاً.

أو قد تحتاج أن تغيِّر نظرتك، فربما تكون معاييرك أعلى مما يجب. و تذكَّر دايما، لا ينبغي -بل لا يمكن- أن تكون مثالياً، ببساطة ربما كل ما تحتاجه هو فعل شيئٍ يسير -ليس كما كنت تعتقد- ما مثل الحصول على تدريب بسيط على طريقة أو كيفية ما تريد القيام به.

مثال: أنا لا أصلح لتلك الوظيفة أو المهمة.

10- الانزعاج Overloaded/Overwhelmed

شعور بأن الأعباء و المهام كثيرة جداً أو مستحيلة الإنجاز لدرجة لايستطيع معها الشخص فعل أي شيء.

الرسالة المرسلة هي أن عليك إعادة تقييم و تحديد ما هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لك في تلك اللحظة.

التصرف:ميّز بين ما هو ضرورة و ما هو رغبة. ورتِّب قائمة مهامك وفقاً للأولويات، الأهم ثم المهم.

ركِّز مع أول بند في القائمة و أفعل شيئاً في اتجاه تحقيقه.

أفعل ما يجب لتتحكم في الأحداث بدلاً من أنت تتحكم هي فيك، أبسط طريقة هي أن تقوم بتقسيم المهام الكبيرة إلى إجزاء صغيرة و أبداً في تنفيذها جزءاً تلو الآخر.

مثال:من كثرة ما يجب عليّ فعله لم أعد قادراً على فعل شيء.

الخلاصة

معرفة أنواع المشاعر السلبية المختلفة التي تمر على الإنسان و المقدرة على التمييز بينها، تساعد كثيراً في التعامل معها بشكل أفضل الأمر الذي ينعكس إيجاباً على حياتنا.

حتى الملتقى، يسعدني جدا أن تشاركوني في التعليقات بآرائكم أو تجاربكم حول الموضوع. و يسعدني كذلك مشاركة الموضوع مع من تعتقدون أنه قد يكون في حاجة له.

تحياتي

المراجع و للمزيد حول الموضوع:

http://projectlifemastery.com/how-to-master-your-emotions-the-6-steps-to-emotional-mastery/

http://sourcesofinsight.com/action-signals-use-negative-emotions-as-a-call-to-action/

https://positivepsychology.com/negative-emotions/