عادات الناجحين اليومية هي الأشياء التي يحرص الأشخاص الناجحين على فعلها بانتظام في حياتهم و لديها دور كبير في نجاحهم في الحياة. اليوم سأتناول بعض تلك العادات أو السمات التي يشترك فيها الناجحين و المؤثرين وأصحاب الثروات والتي تمييزهم عن غيرهم.. و كلي ثقة أن اكتساب تلك السمات و العادات، سيساعدك في جعل حياتك أفضل..
العادات و السمات التي سأذكرها في هذا المقال أوردها كل من توم كورلي، و أندرو فريبي.
توم كورلي هو مؤلف كتاب “Change your habit, change your life” و قد أجرى استطلاعاً شمل 233 شخص من الأثرياء الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم.. الغرض من الاستطلاع كان معرفة العادات اليومية التي تميز أولئك الأثرياء..
أما أندرو فريبي، فهو مدرب حياة و مؤلف لعدد من الكتب. وخلال مسيرة عمله، قام أندرو بمقابلة أكثر من 400 من المفكرين والمؤلفين والعلماء ورجال الأعمال الرائدين في العالم. من خلال تلك اللقاءات و المقابلات، لخص بعض العادات التي يعتبرها من الركائز الأساسية للنجاح في الحياة..
الآن دعونا نستعرض بعض عادات الناجحين اليومية يفعلها و يتصف بها الناجحين و المؤثرين و الأثرياء..
التعلم الذاتي
من أهم عادات الناجحين اليومية هي عادة التعلم…
أغلب أولئك الأشخاص يخصصون ما لا يقل عن نصف ساعة كل يوم للتعلم أو تحسين الذات.. و يفضلون قراءة كتب السير الذاتية والتاريخ وكتب تطوير الذات..
مما يشير إلى أهمية ذلك الأمر هو أن الملياردير المشهور وارن بافيت يعتبر أن أهم عادة قام باكتسابها في حياته هي عادة القراءة.. ويقول عن نفسه أنه يقضى أغلب ساعات عمله في القراءة و التفكير!
ربما القراءة كانت من أهم الوسائل للتعلم واكتساب المعرفة، لذلك كثيرا ما يتم ذكرها في هذا الصدد، لكن من المعلوم أن المعرفة في عصرنا هذا يمكن الحصول عليها من العديد من المصادر مثل الدورات التدريبية و مقاطع الفيديو والمقالات، بل وحتى التعلم من الآخرين.
تجدر الإشارة هنا إلى أهمية أن يعمل الشخص بحرص على اختيار الأشخاص الذين يقضي الأوقات معهم و يتعلم منهم.. في هذا الصدد يمكن للشخص الإنضمام إلى مجموعات للأشخاص الذين يتشارك معهم في نفس المهنة أو الاهتمامات. و من ثم يعمل على تطوير العلاقة معهم من خلال البقاء على اتصال. و في المقابل، الأشخاص الناجحين يعمدون إلى تقليل التعرض للأشخاص المحبطين و السلبيين.
معرفة الذات
مما يميز الناجحين و أصحاب الأداء العالي أنهم يعرفون أنفسهم بشكل جيد.. يعرفون نقاط قوتهم ونقاط ضعف..بالتالي يعرفون ما يصلح ليهم و ما لا يصلح. و يعرفون كذلك الانحيازيات المعرفية التي قد تمر عليهم في تفكيرهم، و يدركون الدور الذي يلعبه عقلهم الباطن في تغيير حكمهم على الواقع.
معرفة الذات تجعل الشخص قادراً على القيام بخطوات وأفعال موضوعية في تجاه تحقيق أهدافه… كما تجعل لديه قدرة أكبر للتحكم و السيطرة على نفسه الأمر الذي يعتبر من أهم المطلوبات للإنجاز وتحقيق الأهداف.
التخطيط
الناجحون و المؤثرون أصحاب الثروات ليهم خطط في حياتهم.. و كثيرا ما يشيرون في حديثهم إلى الأهداف سواء كانت قصيرة أو طويلة المدى…
وقد يصل الأمر مع أغلبهم لدرجة وصفهم بالهوس بالسعي وراء الأهداف.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مما يساعد في الإنجاز و تحقيق الأهداف هو كتابتها -وليس مجرد التفكير فيها – و كذلك معرفة الدوافع والأغراض من تلك الأهداف.. أو بطريقة أخرى، الإجابة عن سؤال: “لماذا”… لماذا يريد الشخص تحقيق تلك الأهداف.
الإهتمام بالصحة والرياضة
من المعروف أن التمارين الرياضية لديها فوائد عديدة مثل تنقية الذهن و تقوية الذاكرة.. و تقليل التوتر و أثر الضغوطات التي تمر على الشخص، وكذلك زيادة قدرته على الإبداع.
لذلك لا غرابة أن تكون ضمن عادات الناجحين اليومية إذ يبدو أن الناجحون يعلمون ذلك الأمر وهم مقتنعون به جداً، لذلك هم يعتنون بأمر الرياضة بشكل ملاحظ…
على سبيل المثال، في الاستطلاع الذي أجراه توم كورلي، وجد أن 76 بالمائة من المشاركين يستقطعون 30 دقيقة أو أكثر للتمارين الرياضية مثل الركض أو ركوب الدراجات أو المشي كل يوم.
وكذلك الملياردير ريتشارد برانسون يقول أن من الأشياء التي ساعدته في زيادة إنتاجيته هو روتينيه الصباحي المتمثل في الاستيقاظ في الخامسة صباحًا للعب التنس أو ركوب الدراجة.
إضافة إلى التمارين الرياضية، الأشخاص الناجحون يهتمون بالنواحي الأخرى المتعلقة بالصحة مثل تناول الغذاء الصحي وكذلك الحصول على القدر الكافي من النوم الأمر الذي يساعد في الحصول على الراحة والاستعداد لمزاولة العمل
التركيز على الأولويات
الناجحون و أصحاب التأثير الكبير في الحياة يهتمون بالوقت و يعطونه قيمة كبيرة..
لذلك نجدهم يختارون بعناية الأشياء التي يستثمرون فيها أوقاتهم، ويتركون ما دونها..
مما يساعد في هذا الجانب هو المقدرة على قول لا للأشياء أو المهام أو الأنشطة التي لا تتماشى مع أهداف الشخص وأولوياته.. و كذلك تجنب كل ما يمكن أن يضيع الوقت مثل الإسراف في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
اكتساب عادات الناجحين اليومية من شأنه أن يساعدك كثيراً في جعل حياتك أفضل و أحسن بإذن الله..
للمزيد حول تعلم المهارات يمكنك قراءة هذا المقال