أحسن

معارف، عادات و مهارات لحياة أحسن

تغير و اكتساب العادات

التخلص من العادات السيئة و اكتساب عادات يومية تغير حياتك

أي شخص يكون لديه عدد من الأشياء التي يفعلها بصورة متكررة و تلقائية. تلك الأشياء يمكن أن تكون تصرفات أو طرق تفكير أو طرق عمل لأي شي. الغريب في الأمر أن الواحد منا لا يكون مدركاً لتلك الأشياء التي يفعلها. تلك الأشياء هي العادات. العادات مهمة للغاية وتمثل نسبة كبيرة من الأشياء التي يفعلها الشخص في يومه. في هذا المقال دعونا ستتعرف على أنواع العادات وكيف يمكن أن تفهم عاداتك الأمر الذي يساعدك في اكتساب عادات يومية تغير حياتك و كذلك في معرفة كيف تتخلص من العادات السيئة.

بشكل عام، كما أشار هذا الموقع، فإن العادات تمكن الشخص من القيام بالأنشطة الأساسية في حياته -مثل تسويك الأسنان و تهذيب المظهر قبل الخروج للدراسة أو العمل صباح- دون أن يستهلك ذلك الأمر قدراً من طاقته الذهنية. ذلك لأن الشخص عندما يمارس العادة فإنه يقوم بها بصورة تلقائية دون الكثير من التفكير و دون أن تستهلك قدراً من موارده الذهنية. تلك الموارد التي يحتاج إليها لكي ينجز مهام و أشياء أخرى في يومه وحياته أكثر تعقيداً مثل التركيز في الدروس و المحاضرات أو حل المشكلات وإنجاز المهام في العمل.

إلى أي مدى العادات مؤثرة

العادات مسؤولة عن 40% من الأشياء التي يفعلها الشخص خلال يومه. هذه النسبة توحي إلى مدى يمكن أن للشخص أن يغير في حياته إذا استطاع العمل على تغيير عاداته و تحسينها بحيث يكتسب عادات جيدة و مرغوب فيها و/أو يتخلص من العادات الغير مرغوب فيها و التي تسحبه للوراء في سباق التقدم في الحياة.

أنواع العادات

يمكن أن يتم تقسيم العادات إلى ثلاثة أقسام كما يلي:

القسم الاول

هي العادات البسيطة التي يفعلها الشخص دون أن يركِّز فيها. وهذه كما أشرت سابقا، مثل السواك و ربط رباط الحذاء وما إلى ذلك.

القسم الثاني

يشمل العادات التي يركِّز معها الشخص ويكون راغباً فيها. العادات في هذا القسم عادةً ما تكون عادةً حميدة و مرغوب فيها مثل ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة أو تناول الطعام الصحي. مثال آخر للعادات في هذا القسم هو عادة الاطلاع وقراءة ما هو مفيد، وكذلك عادة الإلتزام بالمواعيد.

القسم الثالث

يشمل العادات الذميمة أو الغير مرغوب فيها أو العادات الضارة مثل التسويف و تأخير إنجاز المهام، أو التبذير،  السهر، أو تناول/تعاطي أطعمة أو مواد غير صحية أو ضارة. 

التخلص من العادات السيئة قد يكون صعباً لكنه ممكن

كيف نفهم عاداتنا

في كتابه قوة العادة، وضع الكاتب “تشارلز دوهيك” نموذجاً يساعد في توضيح كيف تحصل العادة. ذلك النموذج يساعد الشخص في فهم عاداته بشكل أفضل، الأمر الذي يساعد بدوره في اكتساب عادات جديدة و التخلص من العادات السيئة الغير مرغوب فيها.

نموذج العادة الذي وضعه دوهيك يقسِّم العادة إلى ثلاثة مراحل كالتالي

المرحلة الأولى

مرحلة المحفِّز (المثير) وهو الشيء أو الإشارة التي تجعل الشخص يفعل أو يمارس العادة المحددة.

المرحلة الثانية

هي ممارسة السلوك أو العادة نفسها.

المرحلة الثالثة

هي مرحلة العائد أو المكافأة التي يحصل عليها الشخص من ممارسة السلوك أو العادة المحددة..

دعونا نأخذ بعض الأمثلة التي توضح ذلك النموذج.

المثال الأول: التنبيه الصوتي عند ورود رسالة في الواتساب يمكن أن نعتبره المحفز أو المثير. العادة في هذا المثال تكون هي عادة أخذ الهاتف و مراجعة الرسالة/الرسائل الواردة و الإنشغال بها. أما العائد أو المكافأة في هذه الحالة تكون هي الشعور الذي يشعر به الشخص كونه مرتبط بالآخرين و متواصل معهم و هناك من يتفقده.

مثال آخر: شخص لديه عادة التدخين -وهي عادة سيئة كونها تضر بالصحة- المثير يكون هو الشعور الذي يحصل للشخص عندما يبدأ مستوى النيكوتين ينقص في دمه فتصبح لديه رغبة شديدة في تناول سيجارة. السلوك أو العادة -وهي أوضح جزء في النموذج- هي أن يقوم بإشعال سيجارة و تناولها. أما العائد أو المكافأة تكون هي الإحساس بالمتعة الذي يحصل عليه المدخن بعد تناول السيجارة بسبب إفراز هرمون الدوبامين في الجسم الذي يعزز الشعور بالسعادة.

كيفية التخلص من العادات السيئة

نموذج العادة الذي وضعه دوهيك يساعد جداً في السعي لتغيير العادات و العمل على التخلص من العادات السيئة. الطريقة هي أن يعرف الشخص و يحدد المثير لكل عادة من العادات، و كذلك يعرف و يحدد العائد أو المكافأة منها. بعد ذلك يجتهد في تغيير السلوك أو العادة الغير مرغوب فيها بسلوك أو عادة جديدة و مرغوب فيها.

ما الذي يدفع إلى العادة؟

التحدي في هذه الطريقة في أغلب الأحيان هو أن عملية تحديد المحفز أو المثير فيها شيء من الصعوبة وتحتاج لقدر من التركيز و الصبر. و للمساعدة في هذا الأمر، تم تحديد خمس أنواع عامة من المثيرات كما يلي:

  • مكان محدد
  • زمان محدد
  • حالة شعورية 
  • حدث 
  • شخص أو أشخاص

لنأخذ مثالاً لهذا الأمر. في كثير من الأحيان و الأماكن نجد بعض الموظفين في مكان عملهم يذهبون في فترة الإستراحة للالتقاء في كافتيريا أو في بقالة قريبة و يتناولون المشروبات الغازية و ربما بعض الحلويات اثناء ما يتجاذبون أطراف الحديث مع بعضهم البعض. تناول المشروبات الغازية والسكريات كثيراً يعد عادة غير صحية ويجب التخلص منها.

في هذا المثال، ربما يكون المحفز الذي يثير العادة هو الوقت فكلما حان وقت الاستراحة يشرع أولئك الموظفون في الذهاب لتناول المشروبات الغازية. و ربما يكون الإحساس بالقليل من الجوع في ذلك الوقت هو ما يدفعهم لتلك العادة. و ربما يكون شخصاً معيناً، كلما آتي، تشجع الشباب للذهاب معه و تناول تلك المشروبات الغازية. الشاهد في الأمر، أن على الشخص أن يحدد ما هو المثير الذي يدفعه للقيام بالعادة المحددة.

ما هو العائد

حسناً، كان ذلك ما يتعلق بالمحفز أو المثير، الآن لننتقل إلى العائد أو المكافأة الذي يجب العمل على معرفته و تحديده كذلك. في المثال السابق، قد يكون العائد الذي يحصل عليه الشخص من عادة الذهاب للكافتيريا و تناول المشروبات الغازية و الحلويات هو أن الشخص كان فعلاً يشعر بالجوع و بممارسة لتلك العادة، سيشعر بالشبع. أو قد يكون العائد من ممارسة تلك العادة هو مرافقة الإصداقة و الترويح عن النفس معهم.

التغيير

الآن، بعد معرفة و تحديد كل من المحفز للعادة، و تحديد المكافأة منها، يمكن للشخص أن يعمل بوعي على تغيير السلوك أو العادة المحددة. في المثال السابق، إذا اتضح للشخص أن العائد الذي يجنيه من تلك العادة هو التخلص من الشعور يالجوع، قد يكون من المناسب استبدال تناول المشروبات الغازية و الحلويات بتناول بعض قطع الفاكهة و المكسرات التي ستعطي له نفس الأحساس بالشبع لكن دون ضرر كما في حالة المشروبات الغازية.. أما إن كان العائد الذي يجنيه الشخص هو الترويح عن النفس و بالتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء و الزملاء، يمكن أن يغيروا عادتهم بأن يقضوا وقت استراحتهم في مكان آخر غير الكافتيريا.

كم يلزم من الوقت للتغيير؟

أخيراً،  نفرض أننا وصلة مرحلة أن الشخص قرر اكتساب عادة جديدة. لكي يحصل ذلك الأمر، يتطلب أن يكرر الشخص ممارسة تلك العادة الجديدة لمدة تصل إلى 66 يوم في المتوسط (المرجع). عدد الأيام المطلوبة لاكتساب العادة يعتمد بشكل كبير على طبيعة العادة نفسها و لأي مدى تختلف عن روتين الشخص و عاداته الحالية. فعلى سبيل المثال، إذا كانت العادة بسيطة مثل أن يشرب الشخص كمية محددة من الماء خلال اليوم، يمكن أن يحتاج الشخص حوالي 20 يوماً لاكتساب مثل تلك العادة. في المقابل، إذا كانت العادة الجديدة أكثر صعوبة بعض الشيء كأن يمشي الشخص كل يوم لمدة 10 دقائق مثلاً، في هذه الحالة قد يلزم لاكتساب مثل تلك العادة تكرارها لعدد أكثر من الأيام، فقد يحتاج مثلاً إلى 50 يوماً. أما إن كان الشخص يريد أن يمارس تمارين البطن 30 مرة يومياً، فقد يحتاج إلى 85 يوماً لاكتساب تلك العادة، وهكذا.

الخلاصة

العادات مهمة في حياة الشخص، و تلعب دوراً كبيراً في حياة الشخص. نموذج العادة الذي يقسمها إلى: محفِّز + سلوك + مكافأة، يساعد في فهم العاداة و في تغييرها. أخيراً الشخص إذا بذل بعض الجهد في تحليل عاداته و العمل على تغييرها، يمكن أن يصل لنتائج أفضل في حياته.

التخلص من العادات السيئة قد يكون صعبا لكنه ممكن، و فهم كيف تعمل العادات يساعد فيه كثيرً

على ضوء نموذج العادات الذي تم توضيحه في هذا المقال، أرجوا أن تشاركوننا في التعليقات نماذج لعادات في حياتكم اليومية أو في العمل يمكن تحليلها حسب ذلك النموذج.

أخيرا..

أترككم مع فيديو جميل عن يشرح نموذج العادة بشكل جميل من تقديم الصديق Abdulrahman Khalifah