أحسن

معارف، عادات و مهارات لحياة أحسن

الذكاء العاطفي التخطيط الفعالية

لماذا دائما نؤجل مهامنا، و كيف نتجب ذلك؟

قبل يومين تلاتة من العيد الفات و العيد القبلو،  الشوارع كان فيها زحمة ما طبيعية.  أعتقد والله أعلم سبب الزحمة أنو الناس بتكون اتفاجئت بانو العيد قرب و في حاجات كتيرة الزول مفروض يعملها.  البمشي يشتري طاقية، و البمشي يكابس يفصل ليهو جلابية. و صوالين الحلاقة بتكون شغالة للصباح.  ما الصوالين براها..  ناس البيت زاتم بكونو في حالة استنفار قصوى،  شي نضافة و شي مكوى،  و أكتر حاجة مؤلمة، تركيب الستاير، وعادي مرات الناس بتنوم قريب صلاة الصبح، ده كان ما صلوا الصبح و ناموا?

المشكلة ما العيد براهو البفاجئنا، نحن السنة كلها متفاجئين ممكن تعتبر نفسنا شعب الله المتفاجئ.  بعد ما تصب أول مطرة، ناس المحلية بتفاجؤو بالخريف فيقومو يكابسو عشان يحفرو الخيران.  المكتبة في الجامعة بتحصل فيها حالات إغماء من الزحمة في محل تصوير الشيتات،  ده كلو عشان الشغلة بتكون خلاص “كتمت”  و الطلبة اتفاجؤو بجدول الإمتحانات العلقوهو. ناس مراكز التدريب الموسم بتاعهم بيبدا من شهر 9 و لي قدام،  لأنو ناس المؤسسات بكونو اتفاجؤ بانو السنة قربت تنتهي و في خطة و موازنة بتاعت تدريب ما اتنفذ فيها أي حاجة. و غيرها كتير جدا من الأمثلة. 

مشكلة التسويف

عشان زي عينة الحاجات الفوق دي، الزول بيسمع كتير انو نحن كسودانين دايماً بنعمل الحاجات في آخر لحظة.  فعلا قد نكون نحن كده، لكن الحكاية دي ما عندنا برانا.  الحاجة دي اسمها التسويف Porcrastination،  و العالم كلو بيشكي منها.  مثلا، في موقع  Goodreads بتاع الكتب، في قريب 600 كتاب عن موضوع التسويف و كيف الناس تتخلص منو. فالموضوع مااا حقنا برانا.

ناس سقراط و أرسطو -حوالي سنة 400 قبل الميلاد- نجرو (اخترعو) ليهم كلمة اسمها Akrasia بتدل على معنى قريب جدا للتسويف.  و بيقصد بيها الحالة لمن الزول يعمل حاجة عكس الحاجة اللي الشايف إنها مفروض تتعمل، مثلا الزول يكون عاااارف و مقتنع إنو لأسباب كتيرة مفروض ينوم بدري، لكن برضو تلقاهو بساهر. أما التعريف الحديث للتسويف هو: تأخير أو تأجيل مهمة أو مجموعة من المهام مفروض إنو الشخص يعملها. يعني مثلا الواحد بكون عارف انو مفروض يقرا دروسو أول بأول – وبداية كل سنة أو سمستر بقول كده بينو و بين نفسو- لكن مع كده ما بيقرا إلا الإمتحانات تقرِّب. أو الزول بكون عارف إنو مفروض يتريض و يأكل أكل صحي للفوائد الفي الموضوع ده،  لكن رغم كده ما بعمل الحاجات دي.  أو لو عاينا ليها من زاوية تانية،  الزول بكون عارف إنو الأكل الماصحي ده مضر و بعمل مشاكل لي قدام،  لكن برضو بياكلو. فالتسويف موضوع خطير و مضر جداً.

اسباب التسويف

طيب عشان نقدر نمنع التسويف أو على الأقل نقلل منو،  لازم في الأول نفهم سببو. الكويس في الموضوع إنو الخواجات ديل ما خلو حاجة ما قتلوها بحثاً، ففي الموضوع ده لقو في ظاهرة في العقل البشري اسمها “Time Inconsistency”  أو “عدم الإتساق الزمني” – و هي ظاهرة بديهية و بسيطة جداً- اللي هي إنو الزول بيميل للفائدة أو المنفعة القريبة المدى أكتر من المنفعة البعيدة. مثلاً في حكاية الطالب البأخر القراية؛ المنفعة القريبة البلقاها هي الونسة مع الشباب كل يوم في كافتيريا الجامعة و قيم قيمين بتاعين بلياردو،  أو يستمتع بحلقات مسلسل ناروتو ولا ون بيس الشالو بالهارديسك من صاحبو و ما إلى ذلك.  الواحد بيميل للحاجات دي أكتر من المنفعة البعيدة،  زي تحصيل درجات كويسة و الفهم العميق للمواد بحيث تنفعو لي قدام – ما زينا زمان الواحد بعد يطلع من الإمتحان بينسى أي حاجة-.

مثال تاني الواحد مننا بيستمتع إنو بيشرب بارد كل يوم، ودي الفائدة اللحظية أو قريبة المدى.  و بينسى أنو في فائدة على المدي الطويل اللي هي أنو الزول يكون بصحة أفضل -و ما يصاب بامراض زي السكري و غيرو .

 مثال أخير، تلقى الواحد مننا ما بيكوي هدومو من بالليل عشان ما داير يزعج نفسو بالموضوع الما بحبو ده،  و يتناسى إنو لو كواها من بالليل ما حيتضايق في الزمن الصباح و هو طالع. 

بمقتضى الظاهرة بتاعت “عدم الإتساق الزمني”  واضح إنو ما كفاية يكون في فايدة على المدى البعيد عشان الزول  يخلي التسويف.  طيب الحل شنو؟  الحل إنو الزول يحاول يخلي الفايدة – أو الضرر- الفي المستقبل يكون واقع.  و دي بالظبط الحاجة البتحصل لمن عواقب التسويف تبدا تظهر للزول و يقوم يكابس عشان يعمل الحاجة الكان مفروض يعملها قبل فترة. مثلا الواحد ما بياكل أكل صحي أو يتريض إلا بعد ما يجيهو ضغط أو سكري أو بقا ما قادر يمش، أو لمن هدومو كلها تبقى ما قدرو. و الطالب ما بشوف وين الشيتات و يبدا يقرا  إلا لمن الإمتحانات تقرب. واحدة من الأشياء المهمة في موضوع التسويف إنو الحاجة البتفادها الزول أو بسوف فيها بكون متخيل إنها صعبة،  لكن بمجرد ما يبدا يعملها،  الموضوع بيبقا ساهل،  ما زي ما كان متصورو لمن كان بأخر فيهو.  يعني الصعوبة ما هي في عمل الحاجة الفروض تتعمل في حد ذاتها،  الصعوبة كيف إنو  الزول يكسر الحاجز و يبدا يعملها. 

كيف نتغلب على التسويف؟

طيب قبل ما الفاس تقع في الراس في مجموعة من الأساليب بتساعد إنو الزول يخلي التسويف. الاسلوب الأول إسمو “Temptation Bundling”  او “تجميع المغريات”.  في الأسلوب ده الزول بقوم يعمل سلوكين أو عادتين مع بعض،  واحدة يكون مقتنع إنها مفيدة على المدي البعيد – اللي هي الحاجة اللي بيسوف فيها الزول-  و التانية هي عادة أو سلوك الزول بتجيهو منه منفعة أو متعة حالية.  عشان الحاجة دي توضح أكتر ممكن ناخد مثال المكوة القبيل.  الواحد ممكن يكوي أثناء ما هو بيحضر في حاجة هو بيحبها في التلفزيون مثلاً. أو الزول يمكن يسمع محاضرة أو Podcast في موضوع هو مهتمي بيهو أثناء ما هو بيتمرن أو بيتمشى.

اسلوب تاني لمحاربة التسويف بسموهو “Commitment  Device”  “أداة الإلتزام”.  في الأسلوب ده الزول بيتحكم في تصرفاتو في المستقبل بحاجة بيعملها في الحاضر. مثلا الزول عندو عادة انو بياخد زمن طويل جدا في التلفزيون و داير يخلي العادة دي لكن ما قادر، يقوم مثلاً يقفل الرسيفر في دولاب عشان كل ما يكون داير يحضر يكون تركيب الرسيفر برنامج يكسلو من الحكاية. او زول داير يقلل من الزمن البياخدو في الفيسبوك مثلاً،  يقوم يقفل تنبيهات التطبيق أو يمسحو عديل عشان يكون الوصول للفيسبوك صعب بحيث يساعدو انو يقدر يصل للحاجة الداير يعملها.

المزيد في هذا المقطع:

,المزيد في مقال معادلة التسويف

الخلاصة

التسويف مضر للغاية، و مفروض الواحد فينا دايما يسعى انو يتجنبو بقدر الإمكان. الكويس انو وسائل و اساليب ممكن من خلالها الزول يتغلب على التسويف، زي أسلوب تجميع المغريات، و أدوات الإلتزام.