أحسن

معارف، عادات و مهارات لحياة أحسن

العقلية

النجاح في الحياة كيف تصل إليه (العقلية ج1)

زمااان لمن كان عندي اهتمام بالخزعبلات بتاعت “الخرمجة البشرية” (1)، كنت مركز مع موضوع النجاح في الحياة و كان في مجموعة من الإقتباسات بحبها و بتعجبني جداً. بس المشكلة إنو الحب كان من طرف واحد. الإقتباسات بالرغم من إنها كانت رنانة، بس تحت تحت كده،  يمكن ما كنت مقتنع بيها خااالص كده.
 
 دي بعض الأمثلة ليها:
Success is 99% attitude and 1% aptitude
99% من النجاح بسبب السلوك، و 1% بسبب المقدرات.
 
و واحدة تانية بتشبها بتقول: 
It is you attitude, not your aptitude which determine your altitude.
سلوكياتك، و ليست مقدراتك، هي ما تحدد مكانتك (علوك).
 
وتالتة بتقول:
Whether you think you can, or you think you can’t- you are right.
إن كنت تعتقد أنك تستطيع، أو أنك لا تستطيع، في الحالتين أنت على حق.
 

القناعات و العقلية تلعب دور كبير في تجاوز الصعاب و التحديات و في النجاح في الحياة
القناعات و العقلية تلعب دور كبير في تجاوز الصعاب و التحديات و في النجاح في الحياة
شخص تحدى إعاقته البدنية
بالرغم من إنو العبارتين الأوائل مركزين على موضوع الأتيتيود Attitude ده شديد، انا ما كنت قادر اتخيل لي ياتو مدى الموضوع ده مهم. يمكن الحاجة دي بسبب إنو ما كان عندي تصور و فهم مضبوط لي يعني شنو أتيتيود أساساً. و زي ما بقولوا، الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره.
 
كلمة Attitude كنت بفتش عنها ترجمتها بلقى الناس بترجموها لي “سلوك”. و في فهمي البسيط، كنت فاهم إنو السلوك معناه تصرفات الزول أو الحاجات البعملها، مثلاً يقول ليك الشافع البدق الشفع التانين في الحلة و طوالي معوقهم و عامل ليهم عاهات، بقولو عندو سلوك عدواني. و عند الناس الكبار مرات بنلقى سلوكيات زي التطفُّل و التحشِّر و الكضب، و برضو في سلوكيات كويسة، زي إفشاء السلام و التبسم في وجه الآخرين و غيرها. ده كان معني سلوك بالنسبة لي.
 
لاحقاً عرفت إنو زي التصرفات الفوق دي، الخواجات ما بسموها  Attitude بأي حال من الأحوال، بل بسموها behaviors و اللي هي برررضو ترجمتها “سلوك”. اهاااا، كيف يعني الاتنين معناهم سلوك؟!، و شنو الفرق أو العلاقة بيناتهم؟
بعد شوية تركيز عرفت إنو الاتيتيود (السلوك) بيُعرَّف بإنو فكرة الزول أو شعورو عن: شي، موضوع، فكرة أو شخص معين. في الغالب الفكرة أو الشعور ديل بنعكسوا أو بظهروا في تصرفاتو (سلوكو).
مثلاً، فكرة الزول أو شعورو أول حاجة تجاه نفسو و مقدراتو و إمكانياتو، تاني فكرتو و شعورو تجاه الزمن و المستقبل. أو عن: القراية، الجامعة، الشغل، العرس، الحكومة، البلد، الإغتراب. أو عن: التحديات و الصعوبات و المشاكل، أو فكرتو عن: السلفيين، الصوفية، الزملاء، الجيران، المصريين، السعوديين، المغتربين … إلخ
 
 
حسب التعريف ده، السلوك هو استجابة الزول لي للحاجات المختلفة البتمر عليهو في حياتو. و الإستجابة دي عندها تلاتة عناصر؛ العنصر الأول منها هي الأفكار، العنصر التاني المشاعر، و العنصر الأخير هي التصرفات و اللي هي دي الحاجة البتظهر.
طيب، مثال للحاجة دي، ممكن نلقى زول مقتنع (أو عندو فكرة) إنو لو ساعد زملانو في الشغل، حيبقوا أشفت منو و يترقوا و يبقى وضعهم أحسن منو. و الحاجة دي بتضايقو(شعور) ، فبتظهر في تصرفاتو (سلوك)، تلقاهو مثلاً ما بتعاون و لا بساعد زملانو.
زول تاني تحت تحت كده (تحت تحت دي ختوا تحتها خط) يكون بيكره النفوذ و السلطة و بيعتقد إنها حاجة كعبة و بتستخدم لي كل الحاجات السيئة، فتلقاهو دائما بيلاوي في رؤساهو و دائما خاتيهم هم السبب في أي مشكلة بتحصل.
 
واحد اتخرج و بينو و بين نفسو (بفتكر) إنو الشغل في البلد دي إلا بالواسطة و المعرفة، و هو أصلا ما قايل الزول ممكن يشتغل حاجة غير الوظيفة. فلمن يقدم للوظيفة، بيجهز واسطتو قبل ما يجهز أوراقو.
 
واحد ممكن يكون شايف إنو زي ما البشر ديل كلهم بينهبوا من المال العام ده، الواحد لازم ينهب معاهم عشان ما يكون طلع من المواد بدون حمص.
مثال أخير، واحد عندو قناعة تامة إنو موضوع العرس ده شرك كبير، و إنو البنات متطلبات و مدلعات و ما مسؤولات، فزي ده صعب جدا يوم من الايام يمشي يدق ليهو باب ناس يطلب منهم بتهم.
 

ما هي العقلية

طيب، لغاية هسا عرفنا إنو الإفكار هي العنصر الأساااسي لي السلوك و منها بتجي المشاعر و التصرفات. طيب، مجموعة الافكار و القناعات العند الزول لمن نلمها كلها مع بعض، ممكن نسميها العقلية mindset. بالتالي، ممكن العبارات الفي بداية المقال ده اللي كانت بتتكلم عن السلوك و دورو في النجاح، ممكن ندمجها كلها في عبارة واحدة و نقول: “عقلية الزول هي البتحدد نجاحو من عدمو”.
 
في مقالات جاية حاتكلم إن شاء الله عن بعض التجارب اللي بتوري لي ياتو مدى موضوع العقلية ده ممكن يكون مهم و مؤثر. و كمان حاتكلم عن واحد من النماذج المهمة اللي فيها بيتم تصنيف العقلية إلى عقلية نمو و عقلية جمود و الفروقات بيناتهم.
تحياتي
 
———————————-
(1) الخرمجة البشرية:  مصطلح منحوت من البرمجة اللغوية العصبية و التنمية البشرية، بيستخدمو صديقي العزيز د. وائل حسن -له التحية- في الاشارة لعدم جدوى تلك الاشياء،  العبد لله اختلف معه و أرى إن مثل تلك المواضيع في الكثير من الفوائد، و  أستخدم المصطلح فقط لشد انتباه بعض القراء الذين ينتقدون هم كذلك تلك الموضوعات.
الجزء الثاني من سلسلة مقالات العقلية:
 
 
مصدر الصورة: