أحسن

معارف، عادات و مهارات لحياة أحسن

العقلية

النجاح في الحياة تؤثرعليه القناعات (العقلية ج2)

في المقال السابق اتكلمت عن إنو مشاعر الزول و تصرفاته بتنبع من أفكاره و معتقداته.  و عرفنا انو مجموع الافكار و المعتقدات دي بنسميها العقلية.

المرة دي داير احكي كم قصة -أو بالأصح كم تجربة- بتوري موضوع العقلية و تغيير الأفكار ده مؤثر إلى أي مدى. التجارب تم عرضها في مقطع في مقطع TEDx اسمو

Change your mindset, change the game

القيادة هي عقلية لدى الفرد

التجربة الأولى: تأثير بلاسييو

في الطب في مصطلح إسمو “تأثير بلاسيبو” placebo effect اللي هي إنو يدو المريض دواء أو علاج وهمي و المريض يتحسن. مثلاً يدو الزول دواء ما فيه أي مادة فعالة، مثلاً حبوب معمولة من النشاء أو السكر، و المريض يشيل و يبلع و بعد فترة يطيب و يبقى كويس، كيف الله أعلم. مجموعة من الباحثين قرروا يبحثوا أكتر عن الموضوع ده، فعملوا تجربة نتائجها كان عجيبة.

في التجربة درسوا مجموعة من المرضى اتعملت ليهم عمليات جراحية مقعدة جداً في الصدر، و النوع ده من العمليات بكون بعده في ألم شديد جداً جداً، عشان كده بيدو المريض جرعات محترمة من المسكنات.

الباحثين قسموا المرضى لي مجموعتين، المجموعة الأولى كانوا بيدوهم المسكن بالطريقة المعروفة، مثلاً كل 6 ساعات يجي الممرض يدي المريض حقنة المسكن. أما المجموعة التانية، فكانوا بدوهم نفس جرعة المسكن و في نفس الزمن، لكن بصورة تلقائية عن طريق الاجهزة الموصلة ليهم، يعني المريض ما بكون عارف إنو أصلاً أخد المسكن.

نتيجة التجربة إنو المرضى اللي كانوا عارفين إنهم بياخدوا في المسكن، قلت مستويات الألم عندهم بصورة كبيرة جداً مقارنة مع المجموعة التانية، بالرغم من إنهم بياخدوا نفس جرعة المسكن و في نفس الوقت.

الجماعة الشغلة عجبتهم فكرروا التجربة مع أمراض تانية زي ارتفاع ضغط الدم، نوبات القلق و مرض باركنسون. و في كل التجارب كانت النتائج بتتشابه، اذا كان المريض عارف انو بياخد في العلاج و كان متوقع الشفاء، بتتحسن حالته جداً، و العكس صحيح، اذا أخد نفس العلاج، و ما كان عارف إنو بيتعالج، التحسن بكون قليل.

التجربة الثانية: تغيير الأفكار و النظرة تجاه للعمل

الناس مجمعين إنو التمارين البدنية مهمة و مفيدة جداً للصحة. في التجربة دي الباحثين مشوا لي عاملات نظافة في عدد من الفنادق، سألوهم، انتو قدر كيف بتعملوا تمارين بدنية؟ تقريباً تلتين المجموعة قالوا نحن أصلاً ما قاعدين نعمل أي تمارين. طبعاً هم المجهود البعملوهو في شغلهم زي النظافة و فرش الملايات و الترتيب و غيرو، عبارة تمارين بدنية كاملة الدسم، يعني هم فعلياً قاعدين يتمرنوا لكن ماااا جايبين خبر.

قام الباحثين قسموهم كالعادة لي مجموعتين، المجموعة الأولى عملوا ليهم محاضرة مدتها 15 دقيقة عن طبيعة عملهم و وروهم إنو شغلهم ده فعلاً عبارة عن تمارين و فوائدو كذا و كذا و كذا و رجعوهم شغلهم. بعد فترة جوا شافوا الحاصل عليهم..  لقوا المجموعة البقت نظرتهم مختلفة عن شغلهم، لقوا أمورهم مية المية، مثلاً، أوزانهم قلت بصورة ملحوظة، و نفس الحكاية ضغط الدم بتاعهم بقا ظابط، ما كده و بس، بل الموضوع وصل لي درجة إنو الرضى الوظيفي بتاهم زاد، يعني بقوا بحبوا شغلهم أكتر.

تجربة الثالثة: تغيير الأفكار عن الأكل لديها تأثير كبير

لو بتتذكروا، مرة اتكلمت عن الهرمونات و كيف إنها بتنقل الرسائل و الإشارات داخل الجسم من مكان للتاني. من الهرمونات دي في هرمون إسمو الجرلين ghrelin بسموهو برضو هرمون الجوع. الهرمون ده بيتم إفرازو في الامعاء. مهمتو إنو لمن يرتفع بيدي إشارة للدماغ إنو يا دماغ ياخي في جوع حاصل، فعليك الله اتصرف شوف لينا حاجة ناكلها. و في نفس الوقت، الدماغ بقوم يبطئ من عمليات الإستقلاب (انتاج الطاقة) لأنو الظروف ما معروفة و إحتمال تاني ما يتلقي أكل قريب فأحسن الجسم يقلل من الإستهلاك لغاية ما الله يسهل.  في المقابل، لمن الزول يشبع بينخفض مستوى الهرمون ده، فالدماغ بيعرف إنو خلاص، كفاية أكل بعد كده. -معلومة بالجمبة كده، الهرمون ده عشان يوصل معلومتو للدماغ بياخد وقت، عشان كده الزول لو أكل براحة براحة ممكن يحس إنو شبع حتى و لو ما كان أكل كتير-

في التجربة دي جابوا مجموعتين، كل مجموعة أدوها -نفرض لأغراض السودنة زي ما بقول محمد نورين- مديدة دخن يشربوها، بس بشرط يكونوا موصلين معاهم أجهزة عشان يقيسوا مؤشرات معينة من جسمهم، تحديداً كده عشان يشوفوا البيحصل شنو لي هرمون الجوع.

المجموعة الأولى أوحوا ليهم إنو المديدة بتاعتهم فيها سعرات حرارية بسيطة جداً و معمولة بالسكر بتاع التحلية بتاع ناس السكري داك، و دهونها بسيطة جداً، باختصار، كأنها مديدة بتاعت دايت. الجماعة يااا الله شربوا المديدة و لمن قاسوا مستوى هرمون الجوع عندهم، لقوهو انخفض حاجة بسيييطة، يعني زي الكأنهم ما أكلوا حاجة.

اما المجموعة التانية فوضعها كان مختلف. أوحوا ليهم إنو المديدة بتاعتهم دي خطيرة جداً، بالتحديد كده وضحوا ليهم إنها زي مديدة السموءل الإسمها “الدبل العجيب بالبسبوسة و الزبيب” و معاها طحنية كمان. سكر متَّين في المية و دهون و سمن و حكاية عجيبة جدا. الجماعة ضربوا المديدة بمزاااج، و لمن قاسوا مستوى الهرمون عندهم، لقوهو إنخفض إنخفاض كبير جداً.

كونو الهرمون ما ينخفض كتير في حالة المديدة بتاعت الدايت، و ينخفض كتير جداً في حالة الدبل العجيب بالزبيب دي حاجة عادية. الحاجة الما عادية إنو في التجربة دي بالتحديد، كانت المديدة الأدوها المجموعتين يشربوها كانت نفس المديدة تماماً، مديدة متوسطة، لا بتاعت دايت ولا هي الدبل العجيب. لكن لاغراض التجربة، أوحوا للمجموعتين مرة إنها مديدة دايت، و مرة إنها الدبل العجيب، و بناءاً على الايحاء ده، إستجابت أجسام المشاركين بصورة مختلفة تماااااااماً مع إنهم شربوا نفس الحاجة.

التجربة الرابعة: تغيير الأفكار و القناعات و أثرها على الرضى الوظيفي

بعد الازمة المالية العالمية في سنة 2008، اتعملت دراسة في واحدة من الشركات على 300 موظف. الموظفين ديل كانت أمورهم جايطة و مضغوطين جداً و شغالين بي ايدينهم و كرعينهم. و زي الكأنهم ناقصين قلق؛ سمعوا تسريبات إنو الشركة حتستغنى عن 10% من العمالة!. الخلاصة الناس ديل كانوا في وضع لا يحسدوا عليه.

في الدراسة قسموهم لي مجموعتين و كل مجموعة خلوها تحضر فيديو مدتو 3 دقائق عن ضغوط العمل..

الفيديو بتاع المجموعة الأولى كان بيتكلم عن أمثلة للآثار السلبية لضغوط العمل و كيف إنها بتقلل تركيز الزول و مقدرته على التفكير و بتأثر على صحته بانها بترفع ضغط الدم و تأثر على قلبه.

الفيديو بتاع المجموعة التانية مختلف تماماً، بيتكلم عن الحقائق الإيجابية عن الموضوع، مثلاً إنو الضغوطات دي بتزيد مستوى ضخ الدم في الجسم بالتالي أكسجين أكتر و تفكير و إنتباه مركز على الخروج من الأزمات بأفضل الطرق و أشياء من هذا القبيل.

مع إنو المقطعين عرضوا حقائق عن الموضوع بس مصاغة و موجهة بطريقة إما إيجابية أو سلبية، كان عندهم أثر كبير جداً على الموظفين. المجموعة الشاهدت المحتوى الإيجابي عن الموضوع، خلال أسابيع، أمورهم بقت أحسن كتير من التانيين. مثلاً قلت الإعراض الصحية السالبية زي آلام الظهر و الفتر و الكسير و آلام العضلات و الأرق. ما كده و بس، بل زاد أداءهم و ارتباطهم في شغلهم.

الخلاصة

في التجارب الفاتت، نفس المحتوى و نفس الظروف و المعطيات لكن عقلية المشاركين أو أفكارهم و معتقداتهم، كان عندها أثر مقدَّر على حاجات مختلفة في الحياة زي الصحة و الرياضة و الغذاء و الشغل. 

بنفس القدر، تغيير أفكار الشخص و معتقداته عن نفسه و مقدراته و نظرتو للأمور عندها دور كبير في تقدمه في الحياة بصورة أفضل.

رابط الجزء الأخير من سلسلة مقالات العقلية:

كن ناجحاً في حياتك باكتساب عقلية النمو! ما هي و كيف تكتسبها (العقلية ج3)

مراجع

ما هي العقلية و ما هي عناصرها (العقلية ج1)

مقال سابق عن الهرمونات

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10155201941014023&id=526174022

مقال التوهم المرضي من ويكيبيديا

https://cutt.ly/DtQCIZM

حلقة بودكاست عن تأثير بلاسيبو

https://cutt.ly/ftQCAzz

العقلية في الإستجابة للضغوط

https://www.researchgate.net/publication/235727642_Rethinking_Stress_The_Role_of_Mindsets_in_Determining_the_Stress_Response

الفيديوهات التي تعرض حقائق عن الضغوط بصورة إيجابية وسلبية

https://mbl.stanford.edu/rethink-stress-intervention-videos