أحسن

معارف، عادات و مهارات لحياة أحسن

التخطيط أدوات الفعالية مواضيع مميزة

النجاح في الحياة: خطوات عملية للوصول

من منا لا يسعى إلى النجاح في الحياة؟ في هذا المقال ألخص لكم محاضرة حول هذا الموضوع أقيمت أمس الأول، الأثنين 3 فبراير 2020، باستضافة كريمة من جامعة المشرق. المحاضرة قدمها رائد أعمال بريطاني شاب يدعى مايك بندر Mike Bandar. وكان عنوانها Unlocking Your Success.

المحاضرة كانت قيِّمة للغاية و فيها خطوات عملية لمساعدة الشخص فيها الوصول للنجاح الذي ينشده.

هل انت ناجح أم تسعى للنجاح

أول ما بدأ به مايك كان سؤالاً وجهه للحضور: من منكم يعتبر نفسه شخصاً ناجحاً؟! عدد قليل جداً من الحضور رفعوا أيديهم إشارة لأنهم يعتبرون أنفسهم ناجحون! مباشرة، طرح مايك سؤلاً آخر: من منكم يريد أن يكون شخصاً ناجحاً؟.. عندها، كل الحضور في القاعة رفعوا أيدهم!

فأضاف مايك قائلاً أنه في حياته تحدث مع عدد كبير من الأشخاص الذين يعتبرون أشخاصاً ناجحين في حياتهم. الأمر الذي لاحظه أن أغلب أؤلئك الأشخاص الناجحون، لايشعرون بالرضى عن أنفسهم و عما وصلوا إليه في حياتهم!

مايك يعتقد أن على الشخص أن يعيد النظر في معنى النجاح و معني كلمة ناجح بالنسبة له.

هنا أورد مايك قصة عن جدِّه. فقال أن جدَّه كان يتعقد أن نجاحه في الحياة سيحصل عندما يبلغ عمره 65 عاماً و يتقاعد عن عمله، حينها سيعش حياة مريحة و مرفهة.

طلية فترة حياة ذلك الجد، كان في انتظار التقاعد حتى يستمتع و يشعر أنه قد أنجز في حياته. ذلك بالرغم من أن حياة ذلك الجد كانت تعتبر -بمقاييس من حوله- حياة شخصٍ في غاية النجاح. كانت لديه وظيفة مرموقة و وضع اجتماعي محترم و ما إلى ذلك.

جد “مايك” لم يك مستمتعاً بحياته و لا بوظيفته تلك. كان ينتظر التقاعد بفارغ الصبر حتى يسعد و يشعر بالنجاح في حياته. بينما كان الجد في انتظار نجاحه المأمول، توفاه الله عندما بلغ 60 عاماً!

ذلك الأمر جعل مايك يعتقد أن الشخص يجب أن لا يُضحِّي بالأشياء المبهجة و النجاحات الصغيرة في حياته اليومية في مقابل انتظار أفكار و أشياء في المستقبل ربما لن تحصل أساساً.

الفرق بين نجاح و ناجح

مايك قارن بين كلمتين هما كلمة نجاح Success.. و كلمة ناجح Successful .. و أوضح أنه يرى أن سعى الشخص الدؤوب للوصول إلى النجاح يجعل من الصعب عليه أن يعتقد أنه ناجح!

النجاح في الحياة
مايك بندر مؤسس شركة هوبر رائد أعمال بريطاني ناجح

مايك بدر رائد أعمال يبلغ 30 سنة. من المؤسسين لعدد من الشركات المحترمة .. واحدة منهم تدعى Hopper HQ تعمل في مجال إدارة حسابات المؤسسات في شبكات التواصل الإجتماعي. شركته تعمل مع كبرى الشركات المنتشرة في 75 دولة حول العالم. لديه شركة أخرى في مجال التدريب، و أخرى لرعاية الاعمال و المشاريع الناشئة. الشاهد من الأمر، أن مايك يعتبر شخص ناجح و منجز في حياته، لذا ما يقوله أعتقد يستحق أن يقف عنده الشخص و يفكِّر فيه بجدية.

مايك، يرى أن عملية تعريف النجاح هي عملية مستمرة. و يجب على الشخص من حين إلى آخر أن يجلس مع نفسه و يحدد ماذا يعني النجاح بالنسبة له.

ضرب مثالاً بنفسه، فهو في فترة من الفترات كان تركيزه منصب حول كيف ينشيء شركات و أعمال ناجحة ليجنى الكثير من المال و يعيش حياة مبهجة مع أصدقاءه. عندما كبر قليلا، تغيَّر تركيزه بعض الشيء. فأصبح مهتماً بالصحة و اللياقة البدنية و ما إلى ذلك.

عملية تعريف النجاح

بعد ذلك انتقل مايك إلى شرح و تطبيق عملي للعملية process التي تعد من وسائل النجاح في الحياة إذ من خلالها يستطيع الشخص أن يعرف ماذا عليه أن يفعل حتى يصيراً ناجحاً.

العملية تتكون من 6 خطوات و هي:

1. تحديد المحاور و الأشياء المهمة في الحياة

أولى الخطوات هي أن يقوم الشخص بعمل قائمة بأهم الأشياء بالنسبة له في حياته. من الأفضل أن تحوي تلك القائمة بين 5 إلى 10 عناصر.

على سبيل المثال، يمكن لشخص ما أن يختار هذه النقاط:

  1. الصحة
  2. المال
  3. الدين
  4. الأسرة
  5. التقدم الأكاديمي إلخ

2. تقييم الوضع الحالي في المحاور المختلفة

بعد تحديد الأشياء المهمة في حياة الشخص، عليه أن يقوم برسم شكل يعبِّر عن وضع حياته حالياً بالنسبة للأشياء المهمة التي حددها في الخطوة السابقة. و من ثم يقوم بتقييم نفسه في كل محور و يضع درجة من 1 إلى 10.

على سبيل المثال، 

  1. الصحة   4
  2. المال     7
  3. الدين      6
  4. الأسرة   3 … و هكذا

بعد رسم الشكل قد تظهر للشخص أشياء لم يكن منتبها لها أو لم يستطع أن يحددها في الخطوة الأولى.

مثلاً، قد يجد الشخص أن درجاته جيدة في أغلب المحاور ، ومع ذلك يشعر أنه غير راضي في حياته. في هذه الحالة ربما يكون هناك محورٍ ما لم يقم بتحديده، في هذه الحالة يقوم الشخص بالرجوع للخطوة الأولى لإعادة البحث و تحديد المحاور المهمة في حياته.

3. تحديد الوضع المرغوب فيه في المستقبل (القريب)

في هذه الخطوة يقوم الشخص برسم شكل جديد يحدد فيه المستويات التي يريد الوصول إليها في المحاور المختلفة بعد فترة زمنية محددة. 

مثلا، يقول بعد سنة أريد يصبح مستوى الصحة 6، أما بالنسبة للمال، فلا أريد التركيز عليه في هذه الفترة، أما محور الأسرة، فأريد أن يزيد و يصبح 5 و هكذا.

4. تحديد المطلوب عمله للوصل لذلك الوضع

الخطوة التالية هي أن يقوم الشخص بالتركيز على محورين أو ثلاثة محاور من التي قام بتحديدها، و يقوم بتحديد أي شيء يمكن أن يفعله لكي يقوم بتحسين تلك المحاور و الوصول للمستويات التي قام بتحديدها في الخطوة السابقة.

بعدما قام الشخص بتحديد ما يجب عليه عمله، يقوم بتحديد أي شي يمكن أن يعيقه في عملها و كيف أن يتصرف لتجاوز أو تفادي تلك المعيقات أو التقليل من أثرها.

لتوضيح هذه النقطة، نفرض أن الشخص قرر أن يفعل التالي:

  1. ممارسة الرياضة
  2. النوم المبكر
  3. تناول طعام صحي

بعد التحليل توصل إلى هذه المعيقات

  1. النادي الرياضي بعيد و الإشتراك فيه مكلف
  2. وسائل التواصل الإجتماعي تدفعني للسهر
  3. ليس لدي رفاهية تحديد ما يمكنني تناوله من طعام خلال اليوم

بعد تحديد المعيقات، يحدد ماذا يمكن أن يفعل حيالها، مثلا:

  1. ممارسة الرياضة الجري قرب المنزل بدلا عن الذهاب للنادي
  2. الإبتعاد عن وسائل التواصل الإجتماعي
  3. التخطيط للوجبات و تجهيزها قبل وقت كافي.

هذه العملية تعزز فرص أن يقوم الشخص بتنفيذ ما خطط لتنفيذه.

في هذه النقطة، تحدث مايك عن مسألة الخوف و كيف أن هذا الأخير يمنع الكثيرين من أن ينجزوا في حياتهم.

ضرب مثالاً بالشخص عندما يبدأ في التفكير في عمل مشروع تجاري. إثناه تفكير ربما يسرخ ذلك الشخص بخياله و يقول في نفسه “بعد عدة أشهر سيكبر مشروعي و يصبح لدي عدد كبير من الموظفين يعملون لدي، ولابد أن يكون لدي مقر كبير للشركة مؤسس بشكل جيد، إلخ”

فيستمر الشخص في الخيال و التفكير فيتذكر أن ذلك العدد من الموظفين يتطلب دفع مبالغ كبيرة كمرتبات لهم.. و ماذا عن مقر الشركة؟ لابد أن إيجاره سيكون مكلفاً للغاية نهايك عن الضرائب و الفواتير!.. ويبدأ الأمر يتحويل إلى أمر ضخم و صعب للغاية.

مايك قال أن ذلك بالفعل يسبب الخوف. هو عن نفسه كان كثيرا ما يفكر على ذلك النحو وبالفعل، كان ذلك يسبب له الخوف.

أوضح مايك أن الخوف لا مفر منه. لكن على الشخص فقط أن يقتحم ما يريد أن يفعله. لكن رويداً رويداً و بخطوات صغيرة. مثلا، الشخص في المثال السابق الذي سبب له التفكير في عمل مشروعه الخاص خوفاً كبيراً. يمكن أن يتناول الموضوع بشكل مختلف.

فبدلاً عن أن يفكر في كل المشروع، يبدأ في التفكير في منتج أو مشكلة لحلها. بعد ذلك يمكن أن يبحث عن زبائن لذلك المنتج أو الحل. البحث عن الزبائن يمكن أن يقوم به حتى قبل أن يقوم بتوفير من المنتج أو الحل أساساً إذ يمكن أن يسأل الزبائن المحتملين “ماذا لو تم توفير المنتج س الذي يمتاز بكذا و كذا”.

أن أبدوا رغبة في المنتج فيها ونعمة، إما إن رفضوا فالأمر ليس خطيراً.. يمكن أن يستمر في سؤالهم عن سبب رفضهم للوصول لفهم أفضل لاحتياجاتهم و من ثم يستطيع تحديد المنتج الأنسب لهم.

مايك ضرب مثالاً آخر عن شخص يريد عمل قناة على اليوتيوب. بدلاً أن يفكِّر ذلك الشخص في كل الأمر الأمر الذي قد يكون معقداً، من الأفضل أن يبدأ في التفكير فقط في أول فيديو سيقوم بعمله. حتى في الفيديو الأول، يمكن أن يفكِّر فقط في أول 30 ثانية منه و يشرع في تسجيلها. في اليوم التالي يمكن أن يقوم بتسجيل دقيقة أخري، و من بعدها أخرى إلى أن ينتهي من عمل الفيديو و يقوم برفعه في القناة.

5. تجهيز خطة عمل

بعد أن يقوم الشخص بتحديد ما يجب عليه عمله للوصول إلى أهدافه، و كذلك ما يجب علمه لتفادي أي عقبات متوقعة، يكون عليه في هذه الخطون أن يضع خطة عمل. في هذا الأسبوع سأفعل كذا و كذا، و في ذلك الشهر كذا و كذا، إلخ.

أوضح مايك أن استشعار الشخص أن تلك المهام مرتبطة بشخصه في المستقبل، يكون ليه أثر كبير في زيادة الدافع للقيام بها.

6. تعهد بتحدي النفس

أخيراً، على الشخص أن يتعهد أن يتحدى نفسه بالإلتزام بالأشياء التي قرر أنه سيقوم بعملها.

في النهاية المحاضرة، قال مايك أن الشخص إذا كان يريد شيئاً ما حقاً، سيعرف كيف يصل إليه.

وأن على الشخص أن يبدأ في عمل شيئٍ ما و حتى و إن كان شيئاً يسيراً و ذلك لأن الشخص عندما يشعر أنه نجح ولو في أمر بسيط، ذلك الأمر يعطيه دافعاً أكبر، الأمر الذي يجعله يبذل المزيد من الجهد مما يزيد من تقدمه و نجاحه شيئاً فشيئاً.

لذلك، من المهم و اللازم أن يبدأ الشخص -اليوم قبل الغد- في عمل ما يريد، حتى و إن بدأ بفعل شيئ بسيط لأن الأشياء الصغيرة يمكن أن تصنع فارقاً كبيراً.

ختم مايك حديثه بهذ العبارة التي قال أنها من قناعاته الشخصية: 

**It’s not what you are, but who you are,**

**It’s not what you do, but how you do it**

ليس مهماً ما أنت(بلدك، جنسك، شكلك،…)

المهم هو من أنت (أخلاقك، أفكارك، تصرفاتك،…)

ليس مهماً ماذا تفعل(مهنتك، وظيفتك، عملك،…)

المهم كيف تفعله (حبك، حماسك، شغفك،…)

و أوضح أخيراً أن النجاح بالنسبة له يعني أن يكون الشخص -دائماً و كل يوم- يعمل على أن يتحكَّم في النقطتين السابقتين.. من هو و كيف يعمل