معسكر الخدمة الوطنية و ما أدراك ما معسكر الخدمة الوطنية. كانت أيام زي الأحلام زي ما بقولوا. أيام لها إيقاع. برغم ما كان فيها من درش و زحف و درديق و أرنب نط و تقل استعد و بش أب استعد في ميدان الباسكت الساعة تلاتة ظهر إلا إنو من يوم التخريج قبل 13 سنة و لغاية الليلة، الواحد بيسعد من أعماق قلبه لمن يتذكرها. إن شاءالله في مرات جاية أحكي ذكرياتي عن عزة السودان السابعة في معسكر الذخيرة الشجرة.
في المقال ده، داير أربط بحاجة اتعلمناها في واحد من أهم الأيام في معسكر الخدمة الوطنية، بموضوع مهم في حياة الزول، وهو التخطيط. فخلونا نشوف العلاقة.
يوم صعب
اليوم داير أتكلم عن كلمات سمعناها من التعلمجية في واحد من أهم الأيام في المعسكر ما خلينا ليها بالنا لانو كان همنا في وقتها إنو نتخارج من اليوم داك لانو بي نهايتو حنكون نظريا خلصنا آخر و أهم حاجة في معسكر الخدمة الوطنية. اليوم ده كان يوم ضرب النار. في اليوم داك، أي مستجد بتتاح ليهو فرصة أنو يطلق خمسة طلقات حية. الكلمات الكانو بيقولوها مع أنها كانت خاصة بضرب النار،إلا إنو أعتقد إنو ممكن تعمم و الزول يستفيد منها في كل حياتو.
عبارة مهمة
يوم ضرب النار معروف إنو بكون يوم عصيب لأنو بيعتبر أكتر يوم حساس في المعسكر، فالناس في اليوم داك بكونوا لأول مرة في المعسكر و احتمال في حياتهم يتعاملوا مع ذخيرة حية- ذخيرة حية دي يعني ممكن لو حصل خطأ إنو واحد من المستجدين يقتل أخوانه-. عشان كده بكون فيهو ضبط و ربط شديدين.
طبعا ناس الجيش معروفين بالكلام الكتير، لكن اليوم داك أغلب الكلام كان عن حاجة واحدة و من تكرارها الكتير و مع مرور الأيام الواحد مؤخراً عرف انها حاجة مهمة جداً. الحاجة الكانوا بتكلموا عنها هي عناصر نجاح الطلقة. مقصود بيها شنو هي الحاجات المفروض الواحد يعملها أثناء ضرب النار عشان يقدر يصيب الهدف المختوت ليهو علي مسافة 200 متر. العناصر هي: القبض الصحيح، التنشين المضبوط و الضغط على التتك.
عناصر نجاح الطلقة
خلونا نستعرض العناصر، بعداك نعرف علاقتهم بموضوع التخطيط.
القبض الصحيح
أول عنصر في القبض الصحيح هو القيام. و بيقصد بيهو الوضعية اللي حيكون فيهو الضارب أثناء ضرب النار. والقيامات هي أربعة: واقفاً، مرتكزاً، قاعداً و راقداً. أي واحد من القيامات دي عندو طريقتو و تفاصيلو فمثلاً في قيام راقداً -اللي هو القيام اللي بيستخدم عادةً في ضرب النار بتاع معسكر الخدمة الوطنية إحتمال لأنو أكتر القيامات ثباتاً و بكون مناسب للمستجدين- الزول مفروض يمتد على الأرض و يباعد بين أرجلو و يفرش أقدامو على الأرض. أثر القيام كبير جداً في نجاح الطلقة لدرجة مرات الناس بتكون من بعيد بتعاين للضارب و من قيامو بقولوا الزول داك حيضرب الهدف بتاعو، لأنو بكونو شايفنو مطبق القيام بصورة صحيحة.
العنصر التاني في القبض الصحيح هو كيف الزول بيقبض أو بيمسك على السلاح بتاعو. يعني اليد اليمين تكون ماسكة وين و الشمال وين، و كيف الزول مفروض يمسك –يهجر- الكلاش و ينوِّم الدبشنق (مؤخرة البندقية) في كتفو عشان الكلاش ما يتحرك مع قوة الإرتداد البتحصل مع إطلاق الطلقة لأنو لو اتحرك الطلقة حتنحرف من مسارها.
التنشين المضبوط
بعد داك بيجي التنشين المضبوط وبيعني بيعني أنو الزول يوجه سلاحو بأفضل طريقة نحو الهدف. أول حاجة فيهو مفروض النشنكا (اللي هي جزو متحرك حول محور في أعلى وسط البندقية فيهو تدريج من 0 لغاية 10 تقريبا و فيهو جزو متحرك بيسمح بي أنو النشنكا ترتفع أو تنخض حول محورها) تكون مختوتة في الرقم 2 اللي بيعني إنو الزول داير ينشِّن نحو هدف على بعد 200 متر. تاني حاجة بقولوا ليك الزول مفروض يمرِّر نظرو من فتحة النشنكا إلى الضبانة (اللي هي دبوس في أعلى مقدمة البندقية) إلى أسفل منتصف الهدف بحيث إنو التلاتة نقاط دي تكون في مستوى واحد. وبكده بيضمن إنو السلاح موجه بصورة تضمن إنو الطلقة لمن تطلع حتصيب الهدف، مالم تحصل حركة أثناء الضرب تغيير في التوجيه ده.
الضغط على التتك
بعد ما الضارب أخد القيام الصحيح و هجر الكلاش هَجرة تمام و نشن على الهدف تنشين مضبوط بيجي العنصر الأخير اللي هو الضغط على التتك (الزناد). أثناء ما الزول بيتنفس الكلاش بيتحرك فوق و تحت. مع أنها حركة طفيفة و تكاد تكون ما ملحوظة إلا إنها بتؤثر في توجيه الطلقة فبقولوا ليك الزول لمن يجي يضغط على التتك أول حاجة مفروض يحبس نفسو. الحاجة التانية بقولوا ليك ما تخلع التتك، بل سارقو مسارقة يعني الضغط ما يكون فجأة و بسرعة، بل بالعكس، الزول يضغط شوية شوية. و أعتقد دي برضو عشان السلاح ما يتحرك حركة تغير مسار الطلقة فتبعد عن الهدف.
التقييم
طيب، كده الطلقة طلعت من البندقية و متجهة نحو الهدف. إذا أصابتو فالحمدلله، أما إذا ما أصابتو، بقولوا ليك الزول مفروض يعرف طلقتو مشت وين. يعني هل طلعت فوق للهدف شوية و لاّ طارت بفوق للجبل ولاّ كتّلت النمل –سخرية من الزول اللي طلقتو ما بتمشي أي محل لأنها بتضرب في الأرض مباشرة قدامو-. هل مشت يمين شوية و لاّ شالت شمال؟ فالمهم الزول يعرف طلقتو الفاتت مشت وين وليه عشان في المحاولات الجاية يحاول يتلافى السبب. لأنو مثلا ممكن يكون الكلاش ما مصفّر كويس اللي هي الحالة الممكن تكون فيها الضبانة ما موزونة تمام و مرات بقولو ليك البندقية ماكلة (طلقتها منحرفة) يمين أو شمال شوية بالتالي الزول لمن ينشِّن المرة الجاية يحاول يعادل الإنحراف ده.
العلاقة بين ضرب النار و حياة الشخص
وضع الأهداف
طيب، خلونا نحاول نسقط الكلام ده على حياة الزول. مبدئياً كده، زي ما كان في ضرب النار في هدف مختوت، في الواقع برضو الزول مفروض تكون عندو أهداف و غايات وااااضحة قدامو داير يحققها و يصل ليها. تاني حاجة في ضرب النار استخدمنا بندقية كلاشنكوف عشان نصيب الهدف، أما هنا فحسب طبيعة الهدف، مفروض الزول يستخدم و يستعين بوسيلة أو وسائل مناسبة لتحقيقو. مثلا ممكن تكون الوسيلة مال، عربية، دراسة جامعية، شهادة إحترفية أو تعلم لغة أو مهارة جديدة أو غيرها. طبعاً الوسائل ممكن تكون في وقت من الأوقات أهداف مرحلية للزول عشان يستعين بيها و يستخدمها للوصول للغايات.
تهيئة الظروف
بعداك بيجي القبض الصحيح اللي ممكن نتعتبرو تهيئة الظروف المطلوبة لتحقيق الأهداف و الإستفادة القصوى من الموارد و الإمكانيات المتاحة و الأهم من كده الثبات و العزيمة و المثابرة أثناء العمل على تحقيق الأهداف. يعني الزول يهجر الوسيلة بتاعتو. بعد كده بيجي التنشين المضبوط اللي هو الزول مفروض يخلي أهدافو دايماً قدام عينو و يكون مركِّز معاها طوالي و ما ينشغل عنها بالأمور الإنصرافية.
التدرج و المنهجية
بيجي بعد كده الضغط علي التتك و بنستشف منو إنو الزول يتأنى و يتدرج في سيرو نحو تحقيق أهدافو. و تاني حاجة الزول يعمل حاجاتو بصورة ممنهجة و فيها قدر كبير من الإتساق عشان كان حصل أي خلل يقدر يعرف سببو شنو و يقدر يعالجو.
التقييم
طيب، زي ما قبيل الطلقة طلعت من البندقية، كده الزول بكون بدأ بخطوات تجاه تحقيق أهدافو. يبقى بعد كده زي ما كان في ضرب النار في هدف مختوت على بعد 200 متر و الهدف ده بيتعرف إنو الطلقة أصابتو ولا لأ و مرات بكون فيهو تدريج بيورِّي لياتو مدى الطلقة كانت قريبة أو بعيدة من مركز الهدف. في الواقع برضو الأهداف مفروض تكون محددة و بتتقاس بالطريقة دي. و في كل مرة و بعد كل خطوة الزول مفروض يعرف هو وصل لي وين في تحقيق الهدف و الباقي ليهو شنو. و يتحقق إنو الطريق الماشي بيهو و الخطوات البيعمل فيها بتوصلو للهدف و لو ما كده يغير طريقتو أو الوسائل المستخدمها.
الخلاصة
في الأخير نلخِّص و نقول أنو بي كده بنكون عرفنا إنو عناصر نجاح الطلقة التلاتة اللي هم: القبض الصحيح و التنشين المضبوط و الضغط على التتك، ممكن نعتبرهم بشابهو عناصر نجاح الزول في تحقيق أهدافو اللي ممكن نعبّر عنهم كالتالي:
1- القبض الصحيح: يعني تهيئة الظروف و الإستفادة من الموارد و الإمكانيات مع ثبات و عزيمة و مثابرة.
2- التنشين المضبوط: يعني التركيز على الأهداف بل وضعها دائماً في حييز التركيز و عدم الإنشغال بالأمور الإنصرافية.
3- الضغط على التتك: يعني التأني و التدرُّج و المنهجية و الإتساق أثناء العمل على تحقيق الأهداف.
و بيضاف ليهم متابعة مكان سقوط الطلقة اللي بيعني متابعة و قياس التقدم في تحقيق الأهداف و تقويم و تحسين الأداء.
هذا و صلى الله على سيدنا محمد.
و حتى الملتقى إن شاءالله مع طلقة أخرى…
ارجو منكم مشاركة اراءكم حول الموضوع في التعليقات في الأسفل.
و أترككم في أمان الله و حفظه و رعايته.
شووووكرا ياعبد المجيد جهد مقدددر والله
العفوووووووو… شكرا ليك على المرور 🙌