عقلك يزعجك؟ تعرف على علاج التفكير المفرط

شخص يجلس على سريره في الليل، ممسكًا برأسه بيديه، في غرفة مظلمة يضيئها مصباح جانبي خافت، ويبدو عليه القلق والتفكير الزائد.

خليني أسألك سؤال… هل حضل لقيت نفسك سهران بالليل، وعقلك شغال كأنه فيلم مأساوي يعيد نفس المشهد ألف مرة؟ يمكن مشهد من محادثة حصلت اليوم، وقاعد تحلل كل كلمة اتقالت، أو يمكن سيناريو كارثي لشيء لسه ما حصل أصلاً، بس أنت عايش كل تفاصيله بكل الخوف و القلق الفي الدنيا؟

إذا هزيت رأسك وقلت “أيوه، ده أنا”، فأهلاً بيك في نادينا، نادي “المفكرين بإفراط” أو الـ Overthinkers. كلنا مرينا بالدوامة دي البتسرق مننا متعة اللحظة وتخلينا قلقين من بكرة.

بس تعرف شنو الخبر الحلو؟ إنك ما مضطر تعيش كده طوالي. عقلك ملكك أنت، وتقدر تهدّيه وتريّحه. خلينا نمشي في رحلة بسيطة نفهم فيها قصة التفكير المفرط ده، ونعرف ليه بيحصل لينا، والأهم، كيف نعرف علاج التفكير المفرط يعني نقدر نقول له “لو سمحت، اهدأ شوية” ونوقفه.

طيب، شنو يعني “التفكير مفرط” أصلاً؟

ببساطة، هو لما عقلك “يعلّق”. بدل ما تفكر بمشكلة عشان تلاقي لها حل، تلاقي نفسك غرقان بنفس الفكرة، تعيد وتزيد فيها بدون ما توصل لأي نتيجة. كأنك قاعد تجتر نفس الأفكار المزعجة مرة ورا مرة.

وعادةً يكون له شكلين:

  • الندم على الماضي: “ياريت ما قلت كده”، ” ياريت لو سويت الموضوع داك بشكل مختلف”. تفضل تعاتب نفسك على شيء حصل وانتهى.
  • القلق من المستقبل: “طيب إذا صار كده؟”، “أكيد بتحصل مشكلة”. تبني قصص مرعبة في خيالك عن أشياء يمكن ما تحصل أبداً.

والنتيجة؟ إرهاق ذهني، تعب، وشعور إنك محبوس جوا راسك الداير ينفجر.

ليه بنعمل في نفسنا كده؟ شنو الأسباب الحقيقية؟

صدقني، الموضوع ما إنك شخص ضعيف أو غريب. التفكير المفرط عنده أسباب عميقة، ولما نعرفها، نقدر نتعامل معها صاح. شوف الأسباب ده، يمكن تلقى نفسك في واحد منها:

  • القلق والتوتر: لما تكون متوتر، عقلك يدخل في وضع “الطوارئ” ويحاول يتوقع كل خطر ممكن، فيبدأ يحلل كل شيء زيادة عن اللزوم.
  • الخوف من الغلط: تخاف تاخذ قرار وتندم عليه، أو ما تقدر تسيطر على الحيحصل، فتقول “خليني أفكر بكل الاحتمالات”، وتغرق فيها.
  • هوس المثالية (الكمالية): داير كل شيء يكون كامل وبدون أي غلطة. هذا الخوف من النقص يخليك تدقق في كل تفصيلة بشكل مُرهق.
  • جروح قديمة: أحياناً، تكون هذه طريقتنا في حماية نفسنا. يمكن مريت بتجربة مؤلمة زمان، وعقلك الحين يحاول يحلل كل شيء عشان ما يخليك تتألم مرة ثانية.

خلاص، تعبت! كيف أوقف الصوت المزعج الفي راسي ده؟

يلا، ده الجزء العملي. ما ح أديك كلام نظري، دي خطوات بسيطة وعملية تقدر تبدأ بيها من اليوم علاج التفكير المفرط:

  1. أوعى بنفسك!: أول ما تلاحظ إنك بديت تدخل في دوامة الأفكار، وقف لحظة وقول لنفسك بصوت واضح (حتى لو جواك): “أوه، هسه أنا قاعد أفكر زيادة عن اللزوم”. مجرد ما تعم كده، أنت كسرت الدائرة وبديت تسترجع السيطرة.
  2. ما تصدق كل شيء يقوله عقلك: عقلك أحياناً يحب يضخم الأمور. لما تجيك فكرة سلبية، اسأل: “شنو الدليل إنو الفكرة صحيحة؟”، “جد يعني، شنو أسوأ شيء ممكن يحصل؟”. بتكتشف إنو 99% من مخاوفك مجرد أوهام.
  3. خصص “وقت للقلق”: صح دي فكرة غريبة، بس فعالة جداً! حدد لك ربع ساعة كل يوم، وقول لنفسك “ده وقت القلق حقي”. في الدقايق دي، اسمح لنفسك تقلق وتفكر بكل شيء يزعجك. بس أول ما يخلص الوقت، خلاص، انتهى. كده أنت بتحبس القلق في وقت معين بدل ما تخليه منتشر طول اليوم.
  4. اكتب… فرّغ اللي في راسك: جيب دفتر وقلم، واكتب كل الأفكار المزعجاك. لما تشوفها مكتوبة قدامك على الورق، حجمها يصغر وبتبقى أوضح، وتقدر تتعامل معها بهدوء أكثر. كأنك بتقول لعقلك: “شكراً، استلمت الرسالة، الآن تقدر ترتاح”.
  5. اشغل نفسك بشيء تحبه: لما تحس إن الأفكار بدأت تهاجم، غير جوّك فوراً. قوم اتريض، اسمع بودكاست، اطبخ لي حلة، اتكلم مع صديقك… أي شيء يشتت انتباهك ويكسر الروتين بتاع التفكير ده.
  6. اتنفس… بس بتركيز: جرب تقنية 4-7-8 للتنفس: اخد نفس عميق وبطيء من أنفك لمدة 4 ثواني، احبسه لمدة 7 ثواني، وطلعه بهدوء من فمك لمدة 8 ثواني. كررها كم مرة. هذا التمرين البسيط يرسل إشارة لجسمك وعقلك إن “كل شيء تمام، اهدأ”.
  7. اطلب مساعدة، أبداً ما عيب: إذا حسيت إن الموضوع أكبر منك ومأثر على حياتك بشكل كبير، ما تتردد أبداً تكلم مختص نفسي. هم عندهم الأدوات والخبرة البتساعدك تغير طريقة تفكيرك دي وتعيش حياة أهدأ وأسعد.

في النهاية…

صديقي، أنت أقوى من أفكارك. التفكير المفرط هذا مجرد عادة سيئة، ومثل أي عادة، تقدر تغيرها بالممارسة والصبر. خليك لطيف مع نفسك، وابدأ بخطوة واحدة صغيرة اليوم. شوية شوية، حتلاحظ إنو الصوت المزعج الفي راسك بدأ يهدأ، وعقلك بقا مكان هادئ ومريح، ما سجن تعيش فيه.

Scroll to Top