أحسن

معارف، عادات و مهارات لحياة أحسن

الثقه بالنفس يمكن زيادتها بالإستمرار في التعلم
الثقة بالنفس

الثقة بالنفس و علاقتها بتأثير دانينغ كروجر

الثقة بالنفس تزيد و تنقص و تختلف من شخص لآخر، و من وقت لآخر. في هذا المقال أشارككم معلومة تساعد في تعزيز الثقة بالنفس

كون الشخص الذي لا يعرف شيئاً في البدايات يكون واثقاً من نفسه بشكل ربما زيد عن الحد فذلك أمر جيد و مهم للغاية

أهمية ذلك الأمر تنبع من أن تلك الثقة تساعد الشخص المبتدئي في الشعور أنه يستطع تعلم أو عمل الأمر الذي هو بصدده. تلك الثقة الزائدة تجعله يحاول و يجرب و جازف الأمر الذي يمكنه من التعلم و الإستفادة.

مرحلة عدم الثقة بالنفس

مع استمرار التعلم و زيادة المعرفة، تبدأ الثقه بالنفس تتناقص شيئاً فشيئاً. يحدث ذلك لأن الشخص يبدأ في إدارك أنه ما زال في بدايات طريق تعلم ما هو بصدده. و يدرك أن ما ينتظره و ما لا بعرفه أكبر بكثير مما تعلمه حتى الآن.

هذه المرحلة -الثانية- حرجة جداً. لأن فيها يمكن أن تقل ثقة الشخص في نفسه جداً. و يصبح الشخص متشككاً في معرفته و امكانياته في ذلك الموضوع الذي بدأ في تعلمه.

مرحلة زيادة الثقة بالنفس

الشخص إذا صبر على تلك المرحلة و واصل في التعلم، سيتمكن من العبور إلى المرحلة الثالثة. حينها ستبدأ ثقته في نفسه تتحسن و تزيد شيئاً فشيئاً إلى أن تصل إلى مستوى مناسب. الغريب في الأمر أن مستوى ثقة الشخص في نفسه في تلك المرحلة تكون أقل من ثقة شخص آخر مازال في المرحلة الأولى (المرحلة التي يكون فيها الشخص يعرف القليل عن الموضوع أو يكاد لا يعرف فيها شيء).

الشخص في المرحلة الثالثة يصبح مدركاً للقدر الذي يعرفه و للقدر الذي لا يعرفه عن الموضوع. في هذه المرحلة، يبدأ الشخص في الحوار حول الموضوع بمنطق و بمعرفة و قبل ذلك بقدر كبير من التواضع لأنه يعرف أن لا يعرف الكثير. لذلك الشخص في هذه المرحلة، يفيد و يستفيد كثيراً.

الخلاصة

مما سبق، تجدر الإشارة إلى مشكلتين متحتملتين.

المشكلة الأولى أن يبقى الشخص من المرحلة الأولى و ال يتجاوزها. مثل هذا الشخص يكون بعرف القليل عن الموضوع، لكن ثقته في نفسه و في مستوى معرفته يبلغ عنان السماء. لذلك تجده مستعداً و متأهباً لجدال أي شخص حتى وإن كان عالماً نهريراً في المجال. و تجده جريئاً في تخطئة و تصويب الآخرين. مثل هذا الشخص ينطبق عليه المثل: (العربة الفارغة أكثر ضجيجاً من الممتلئة).

المشكلة الثانية و هي الوجه الآخر للمشكلة السابقة- و هي أن لا يستطيع الشخص تجاوز المرحلة الثانية. في هذه الحالة، بالرغم من أن الشخص يكون قد نال قدراً من المعرفة في المجال، إلا أن ثقته في نفسه و معرفته ربما تكون في أدنى مستوياتها. هذا الشخص نجده لا يجترئ على المشاركة و إبداء الرأي لأنه يعرف أن ما لا يعرفه كثثثير مقارنة بما يعرفه. فنجده يتجنب و يتحاشى المشاركة، و يتردد كثيراً قبل أن يقول أو يشارك برأيه لأنه قد يخشى أن يكون هناك أمراً -لا يعرفه- يجعل ما رأيه الذي يريد أن يقوله، يجعله ليس صحيحاً.

المشكلتين السابقتين، يجعلان الأوساط و الأسافير تعج بالأشخاص ذوو الأصوات المرتفعة و المعرفة المنخفضة على حساب من هم أعرف و أجدر منهم.

p.s

هذا المنشور قمت بكتابته بعد أن رأيت منشور نشره صديقي Sami Meseik بطريقة أجمل. تجدونه هنا